فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب، ودفنه في
الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم، وكان موسى
ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته، فبكى بنو إسرائيل في
عربات مؤاب ثلاثين يوماً، فكمُلت أيام بكاء مناحة موسى)(التثنية 34/5 - 8 )
ألا ترى أن النص يتحدث
عن الماضي البعيد؟.. إنه ليس نبوءة.. فهو لا يخبر عن المستقبل.. وليست هناك أي
دلالة على ذلك.
كان ينظر إلي، ويتفرس في
مدى تأثير أدلته على وجهي، قال: أجبني.. لو جاءك رجل بمخطوطة تتحدث عن التلفزيون..
وقال لك: إنها من القرن العاشر.. هل تراك تصدقه.. أم تجعل وصف التلفزيون فيها
دليلا على أنها مخطوطة مزورة.
قلت: بل أعتبرها مزورة..
إلا إذا أثبت لي بالسند الصحيح، أو بالدليل العلمي القوي أنها من القرن العاشر..
وحينذاك أعتبرها نبوءة لا خبرا.
قال: فإذا لم يأتك بأي
من االأمرين.. بل كان في المخطوطة ما يدل على أنها كتبت في قرنك، لا في القرن
العاشر.
قلت: حينذاك لا يبقى إلا
أن أواجهه بالجقيقة، وهي أن المخطوطة مزورة.
قال: هذا نفسه ما حدث
للتوراة.. فقد ذكرت أسماء كثيرة لمسميات لم يعرفها بنو إسرائيل إلا بعد موسى، ولم
تسم بهذه الأسماء إلا بعد قرون من وفاة موسى.. وسأضرب لك أمثلة على ذلك.
جاء في سفر التكوين:(ثم
رحل إسرائيل ونصب خيمته وراء مجدل عدر) (التكوين:35/21)