قلت: لا.. ولا أظن عاقلا يمكن أن يصدق نسبة هذا الكتاب إلى
صاحبه.
قال: فقد حصل هذا في
التوراة.. إنها ـ بكل أسف ـ تذكر أحداثاً حصلت بعد وفاة موسى في سيناء.. اسمع..
فتح التوراة، وأخذ
يقرأ:( وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة، حتى جاءوا إلى أرض عامرة، أكلوا المن
حتى جاءوا إلى أرض كنعان )(خروج: 16/35 )
أتدري متى جاءوا إلى أرض
كنعان؟
قلت: أجل.. بعد وفاة
موسى حين دخلوا الأرض المقدسة، وقد أشار إلى ذلك سفر يشوع، فقد جاء فيه:( فحل بنو
إسرائيل في الجلجال.. في عربات أريحا، وأكلوا من غلة الأرض.. وانقطع المن في الغد
عند أكلهم من غلة الأرض )( يشوع 5/10 - 12)
قال: فكيف يتحدث موسى عن
أمر حدث بعد وفاته؟
قلت: أليس من الممكن أن
يكون إخباراً بالغيب؟
قال: لا.. لقد جاء بصيغة
الخبر الماضي، وهي بصيغ التأريخ لا بصيغ النبوءات.. وأنت تعرف صيغ النبوءات في
الكتاب المقدس.
صمت، فقال: ليس ذلك
فقط.. اسمع ما جاء في سفر العدد، فإن كاتبه يشعرك أنه قد كتبه بعد جلاء بني
إسرائيل من برية سيناء ودخولهم فلسطين فهو يقول:( ولما كان بنو إسرائيل في البرية،
وجدوا رجلاً يحتطب في السبت )( العدد 15/32) فالكاتب ليس في البرية حتماً.. مع أن
موسى كان قد مات في البرية قبل دخول الأرض المقدسة.