نام کتاب : وسائل الشيعة ( الإسلامية ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 21
تمهيد الحديث ؟ بعث النبي محمد صلى الله عليه وآله ، والناس يعيشون في ظلمة ظلماء ، وجاهلية جهلاء ، خابطين الفتنة ، سائرين في الحيرة ، قد استهوتهم الا هواء ، واستنزلتهم الكبرياء ، وأغوتهم الشياطين والمردة العتاة ، درست فيهم منار الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، لا بالمعروف عاملون ، ولا عن المنكر مرتدعون ، عكفا على الأصنام والأوثان ، سجدا للشعرى والدبران ، يعبدون ودا وهبل ، ويسجدون للنار والشمس والقمر ، يتقربون إلى الشجر والمدر ، يسدنون يعوق ويغوث ونسرا ، وينذرون للات والعزى ، ويزدلفون إلى مناة الثالثة الأخرى ، يزورون الغبغب وسعدا والأقيصر ، وذا الكفين وذا الشعرى وذا الخلصة ، يعتقدون الغيلان والأوهام ، ويتعلمون الكهانة والسحر والشعبذات ، سفاكين الدماء ، أكالين السحت وأموال الأيتام ، البنات فيهم موؤدات ، والأرامل بينهم من الميراث محسوبات ، كان جو العالم متلبدا بغيوم الاضطرابات وفتن الوحشية ، متسربلا بغلالة الفجور وسنن الجاهلية ، اطلعت أمارات البربرية والهمجية على شرقه ، وشروق المدنية والانسانية غابت من غربه ، وأحاطت قساطل الفتن والسبعية بجوانبه ، الممالك كلها متمزقة الأحشاء بالحروب الداخلية والخارجية ، متقطعة الأوصال من المنازعات الدينية ، فهم في هذه الأحوال الحالكة ، وعلى هذه السنن المهلكة ، إذ قام صلى الله عليه وآله وأتعب نفسه ، وبذل مجهوده في تربيتهم ، وتزكية نفوسهم ، وتحليتهم بالخلق الانسانية ، والكرائم الأخلاقية ، ورقيهم إلى درج السعادة ، وتدرجهم في مراقي الحضارة بآياته المحكمة ، وبراهينه الساطعة ، وأعلامه الواضحة ، وسننه القائمة ، وفرائضه العادلة ، وسيرته المعروفة ، فلم يزل يعيش فيهم يتلو عليهم دروسا راقية ، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، حتى دعي فأجاب وارتحل إلى الملكوت الأعلى ، بعد ما أوصى إلى مدينة علمه وحكمه ، وأخلف فيهم الثقلين : كتاب الله وعترته ، فعمل خلفاؤه المعصومون والأئمة الهادون
مقدمة المحقق 4
نام کتاب : وسائل الشيعة ( الإسلامية ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 21