نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 35
فضلا عن نص الرسول الأمين عن رب العالمين وقد ظهرت الدلائل عند ماء الحوأب [1] ولكنها مرت على غلوائها ولم يردعها ذلك . ولم تكتف بما فعلت بل أرسلت عائشة إلى حفصة وغيرها من أمهات المؤمنين ( كما نص عليه غير واحد من إثبات أهل الأخبار ) تسئلهن الخروج معها إلى البصرة فما أجابها إلى ذلك منهن إلا حفصة ، لكن أخاها عبد الله أتاها فعزم عليها بترك الخروج ، فحطت رحلها بعد أن همت [2] . وكان ما كان يوم الجمل من دماء مسفوكة ، وحرمات مهتوكة ، فصلها أصحاب الأخبار ، وكانت كما يقول العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين أساسا لصفين والنهروان ومأساة كربلاء وما بعدها حتى نكبة فلسطين في عصرنا هذا [3] . ( وكان خروجها مخالفة لقوله تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) [4] ) . ومخالفة لقوله صلى الله عليه وآله لنسائه بعد حجة الوداع : ( هذه ، ثم ظهور الحصر ) يعني الجلوس في البيوت . وخلاصة القول في مسيرها قول سيد البلغاء في خطبة له : أيها الناس ، إن عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير ، وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه ، أما طلحة فابن عمها ، وأما الزبير فختنها ! والله إن راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ، ولا تحل عقدة ، إلا في معصية الله وسخطه [5] .
[1] وذلك بتحذير رسول الله صلى الله عليه وآله لها أن تكون صاحبة الجمل الأدب وتنبحها كلاب الحوأب . [2] شرح نهج البلاغة 6 : 225 . [3] النص والاجتهاد : 312 . [4] الأحزاب : 33 . [5] أبي هريرة : 171 عن تاريخ أبي الفداء 1 / 78 .
مقدمة التحقيق 34
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 35