نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 32
وتابع الخليفة الثالث سلفه في النهي عن متعة الحج ، فقد جاء في مسند أحمد عن عبد الله بن الزبير ، قال : والله إنا لمع عثمان بن عفان بالجحفة ومعه رهط من أهل الشام فيهم حبيب بن مسلمة الفهري إذ قال عثمان ، وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحج : أن أتم للحج والعمرة ان لا يكونا في أشهر الحج فلوا أخرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل فإن الله تعالى قد وسع الخير . وعلي بن أبي طالب في بطن الوادي يعلف بعيرا له قال : فبلغه الذي قال عثمان فأقبل حتى وقف على عثمان فقال : أعمدت إلى سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وآله ورخصة رخص الله تعالى بها للعباد في كتابه تضيف عليهم فيها وتنهى عنها وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار ، ثم أهل بحجة وعمرة معا . فأقبل عثمان على الناس فقال : وهل نهيت عنها ؟ اني لم أنه عنها ، إنما كان رأيا أشرت به فمن شاء أخذ به ومن شاء تركه [1] . وراعى جانب أقربائه حتى لو كان فاسقا أو شارب خمر ، فولاهم على أمصار المسلمين ، ولم يول أجلة الصحابة الذين هم أبصر بالسياسة وبالشريعة والدين من أولئك الصبيان الفسقة . وقد مهد لملك معاوية ولولاه لما أتيح لمعاوية نقل الخلافة ذات يوم إلى آل أبي سفيان وتثبيتها في بني أمية . قال الدكتور طه حسين : والشئ الذي ليس فيه شك هو ان عثمان ولى الوليد على الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص ، وولى عبد الله بن عامر على البصرة بعد ان عزل أبا موسى الأشعري ، وجمع الشام كلها لمعاوية ، وبسط سلطانه عليها إلى أبعد حد ممكن ، بعد ان كانت الشام ولايات تشارك في إدارتها قريش وغيرها من أحياء العرب ، وولى عبد الله بن سرح مصر بعد ان عزل عنها عمرو بن العاص ، وكل هؤلاء الولاة من ذوي قرابة عثمان ، منهم أخوه لأمه ومنهم أخوه في الرضاعة ومنهم خاله ، ومنهم من يجتمع معهم في نسبه الأدنى إلى أمية بن عبد شمس ، كل هذه حقائق لا