نام کتاب : علل الشرائع نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 6
الشيوخ ويسمع منهم ويروي عنهم حتى أشير اليه بالبنان ، ( وقد ذكر هذا الفاضل ما ظفر به من شيوخ ( الصدوق ) فبلغوا ( 211 ) شيخا ، نقل بعضهم من ( مستدرك الوسائل ) للمحدث النوري رحمه الله . اخذ عن كثير من مشايخ أهل ( قم ) مثل محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وسمع من حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي ( ع ) ولم تكن همة شيخنا - المترجم له - مقصورة على الاخذ عن مشايخ بلده فحسب بل تعالت همته حتى حملته وعثاء السفر ، فسافر في رجب سنة 339 ه لطلب الحديث وتتابعت أسفاره فطاف فيها كثيرا من البلدان ، يبادل العلماء السماع والاخذ في أمهات الحواضر العلمية ، وما أكثرها في عصره ، فقد كان من عصور العلم الزاهية في التقدم وشيوع العلم وإذاعة الأدب ، وما أكثر ابطال العلم فيه ، والتاريخ حافظ لآثارهم الباقية ، ومآثرهم الصالحة . ولعل السر في نشاط الحركة العلمية ورواج سوقها يومئذ هو فضل ولاة الأمور وتشجيع أولى التدبير في الحكومات الاسلامية فان الناس على دين ملوكهم . وكانت السلطة في إيران للديالمة آل زيار وآل بويه ( 1 ) وفي أمرائهم .
( 1 ) يظهر من فهارس الشيوخ ومعاجم التراجم فضل آل بويه بين اعلام الطائفة ومشائخ الأصحاب حيث كانوا من سدنة العلم وحملة الحديث وأعيان فقهاء الإمامية ، وقد خدموا كثيرا وساهموا في حفظ اثار أهل البيت عليهم السلام بمؤلفاتهم ومروياتهم ، وقد كتب المحقق الشيخ سليمان البحراني رحمه الله رسالة في تعداد أولاد بابويه كما نقل ذلك الشيخ أبو علي الحائري في ( منتهى المقال ) ومن أولئك والد الصدوق رحمه الله الشيخ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ويلقب هو أيضا بالصدوق ويقال لهما الصدوقان ( وكان الشيخ على أول من ابتكر طرح الأسانيد وجمع بين النظائر واتى بالخبر مع قرينه في رسالته إلى ابنه وجميع من تأخر عنه يحمد طريقه فيها ويعول عليها في مسائل لا يجد النص عليها لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم ) كما ذكر ذلك العلامة المجلسي رحمه الله في البحار ج 25 ويقول الميرزا عبد الله أفندي في كتابه المخطوط ( رياض العلماء ) عند ترجمته للحسين بن علي بن بابويه ما نصه ( وهو واخوه وابن هذا الشيخ وسبطه وأحفاده نازلا إلى زمن الشيخ منتجب الدين كلهم كانوا من أكابر العلماء ولم أعثر فيما بعد الشيخ منتجب الدين كيف كانت أحوالهم ، وقد كان الشيخ منتجب الدين من أعاظم أسباطه ، واما سلسلة ( الصدوق ) فالظاهر أنه لم يكن منهم عالم سوى ولد الصدوق فلاحظ ، وكان الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو عبد الله المذكور فقيها صالحا ومن اجلاء الطائفة وكبرائهم . وصل البصرة في ربيع الأول سنة 378 ه وحدث بها ، توفى في النصف في شهر رمضان سنة 417 ه ، راجع تراجم بقية اعلام آل بويه في المعاجم الرجالية .
كلمة المقدم 14
نام کتاب : علل الشرائع نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 6