نام کتاب : روضة الواعظين نویسنده : الفتال النيسابوري جلد : 0 صفحه : 6
وأما روضة الواعظين ، وهو هذا الكتاب الذي نحن نقدمه للقراء بكل احترام ، فهو من كتب الأخلاق والآداب ، ذكر مؤلفه في مقدمته السبب الداعي لتأليفه فقال : فأنى كنت في عنفوان شبابي قد اتفقت لي مجالس وعرضت محافل والناس يسألونني عن أصول الديانات والفروع عنها في المقامات ، فأجبتهم عنها بجواب يكفيهم ومقال يشفيهم ، فحاولوا منى بالكلام في التذكير والزهد والمواعظ والزواجر والحكم والآداب ، فرجعت إلى كتب أصحابنا فما وجدت لهم كتابا يشتمل على هذه المطلوبات ، ويدور على جمل هذه المذكورات إلا متبترات في كتبهم وتفريقات في زبرهم ، فهممت أن أجمع كتابا يشتمل على بعض كلام الله تعالى ويدور على محاسن اخبار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويحتوى على جواهر كلام الأئمة عليهم السلام وأبوبه أبوابا ومجالس ، وأضع كل جنس موضعه ، فإنه لم يسبقني إليه أحد من أصحابنا إلى تأليف مثل هذا الكتاب ، فكان التعب به أكثر والنصب أعم وأكثر وأنا إن شاء الله أفتتح لكل مجلس منها بكلام الله تعالى ثم بآثار النبي والأئمة عليهم السلام محذوفة الأسانيد ، فإن الأسانيد لا طائل فيها إذا كان الخبر شائعا ذائعا ووقعت تسميته ب ( روضة الواعظين وبصيرة المتعظين ) . ثم حذر المؤلف القراء من التسرع في الحكم استنادا على ورود بعض الأخبار التي يقتضى ظاهرها مذهب الحشو والاختلاط . ودعا إلى التأمل والتفكر والرجوع إلى من يعرف تأويلها ، وأكد ذلك في الخاتمة أيضا وختم ذلك بقوله : فأنى لم أذكر شيئا في هذا الكتاب من الخبر والأثر الذي يقتضى ظاهره مذهب الحشو حتى كنت عالما لمعناه قبل إيراده ، لكن لم اذكر معناه
المقدمة 15
نام کتاب : روضة الواعظين نویسنده : الفتال النيسابوري جلد : 0 صفحه : 6