responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول عن آل الرسول ( ص ) نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 0  صفحه : 7


كلمة طيبة رسول الكتاب والحكمة ، وأوصياؤه المصطفون ، تقصر لدى كلمهم الكلم ، وعند حكمهم الحكم ، ويعجز عن أن يأتي بمثلها الحكماء البلغاء من السلف والخلف ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، ويكل عن ندها لسان كل طلق ذلق ، ويحسر عن وصفها بيان كل ذرب اللسان منطيق ، ولا يبلغ مداه ، ولا يسعه الاستكناه .
نعم تلكم الكلم الصادرة عن ينابيع الوحي الفياضة من أهل بيت العصمة :
تحف العقول . وهي آية في البلاغة والفصاحة والمتانة في اللفظ والمعنى ، دون كلام الخالق وفوق مقال البشر ، ومن أمعن فيها يجدها أقوى برهنة وأدل دليل على إمامة أولئك السادة القادة أئمة الكلام ، ومداره الحكمة ، ويراها أكبر معجز وأعظم كرامة لأولئك النفوس القدسية الطاهرة ، تبقى مدى الأبد تذكر وتشكر .
وحسب أولئك الذرية الطيبة عظمة وفخرا ما خلده صدق منطقهم في الدهر من غرر الآثار ، أو مآثر بثتها ألسنتهم مما نفث الله من الحكمة في روعهم ، يفتقر إليها المجتمع البشري ، وتصلح بها الأمة المسلمة ، ويحتاج إليها كل حكيم بارع ، وعاقل محنك ، وخلقي كريم ، وفيلسوف نابه ، وعارف ناصح ، وإمام مصلح . ولا مندح عنها لأي ابن أنثى إن عقل صالحه .
جير : متى ما سمعت كلمة قيمة تعزى إلى أحد من عظماء الدنيا تقرطت الآذان فثق بأنها من مستقى ذلك العذب النمير ، ومهما قرعت سمعك حكمة بالغة أو موعظة حسنة تلوكها الأشداق فأيقن بأنها قطرة من ذلك البحر الطامي ، وإن أعجبك صلاح أو صالح أخذ الامر بالأوثق فلتعلم أنهما ينتهيان إلى أولئك العترة الهادية عليهم صلوات من ربهم ورحمة .
إي ولعمر الله هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبر حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختفون فيه ، هم دعائم الاسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل [1] .



[1] هذه جمل من خطبة لمولانا أمير المؤمنين يصف أهل بيته سلام الله عليه وعليهم .

المقدمة 6

نام کتاب : تحف العقول عن آل الرسول ( ص ) نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 0  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست