نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 74
لما قسم غنائم هوازن : يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة [1] نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف [2] نفس لم يبارك له فيه " . في كلام أكثر من هذا ، فقوله عليه الصلاة والسلام : " إن هذا المال خضرة حلوة " مجاز لأنه شبه حلاوة المال في القلوب بحلاوة الثمرة الطيبة في الأفواه ، فكما أن هذه الثمرة الحلوة تشرف النفس إليها ويكثر التتبع لها ، فكذلك الأموال الدثرة [3] تلهج النفس لها ويكثر النزوع إليها . وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " خضرة حلوة " سر لطيف . وهو أنه شبه المال بالثمرة التي حسن منظرها وطاب مخبرها ، وليس كل ثمرة مأكولة كذلك صفتها لان في النابتات والثمرات ما يحسن ظاهره ويقبح باطنه ، ومنها ما تقبح ظواهره وتحسن مخابره . فجعل عليه الصلاة والسلام المال من قسم النابتات التي تروق في العيون وتحلو في الأفواه والقلوب ، والمال على الحقيقة بهذه الصفة لان العيون تعلقه [4] ، والقلوب تمقه [5] . ومما يشبه ذلك قوله عليه الصلاة والسلام " من خضر له في شئ لزمه [6] " والمراد من اعتاد الانتفاع بشئ علق به وتوكل
[1] سخاوة النفس : عدم حرصها على المال واقتناته . [2] إشراف النفس : تطلعها إلى المال وحرصها على تملكه . [3] الدثرة : الكثيرة قال في القاموس : الدثر : المال الكثير مال ومالان وأموال دثر . [4] تعلقه : تتطلع إليه . [5] تمقه : تحبه . [6] معنى الحديث أن من وجد حلاوة الرزق في نوع من أنواع العمل أو التجارة لازم العمل فيه ، فشبه حلاوة الرزق بالخضرة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 74