responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 65


وهاتان الاستعارتان من أحسن الاستعارات ، لان الجوع أبدا إنما كان يلحق العرب في اللاواء [1] والأزمات والسنين المجدبات ، وتلك السنون تسمى غبرا لاغبرار آفاقها من قلة الأمطار ، وأراضيها من عدم النبات والأعشاب ، ويقولون : هذه حجج [2] غبر إذا كانت كذلك ، ألا ترى إلى قول الشاعر :
أغر يباري الريح في كل شتوة * إذا اغبر أقدام الرجال من المحل وقيل عام الرمادة [3] لهذا المعنى على أحد القولين ، والقول الآخر :
أنه إنما سمى بذلك لهلاك الناس فيه مأخوذ من الرمد وهو الهلاك ، قال الشاعر :
صببت عليهم حاصبي فتركتهم * كأضرام [4] عاد حين جللها الرمد أي الهلاك .
والاستعارة الأخرى قوله عليه الصلاة والسلام : والموت الأحمر ، وهذه طريقة للعرب في وصف اليوم العماس [5] ، واشتداد البأس



[1] اللاواء : الشدة .
[2] الحجج : السنين . ومن ذلك قوله تعالى " على أن تأجرني ثماني حجج " .
[3] رمدت الغنم ترمد : من باب ضرب هلكت ببرد أو صقيع ومنه عام الرمادة الذي هلك فيه الناس والأموال من الجدب وقلة الغذاء ، وكان ذلك في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
[4] ضرم كفرح : اشتد جوعه ، والضرم بوزن كتف : الجائع ، فالاضرام هنا جمع ضرم ، أي كجياع عاد .
[5] العماس : المظلم الشديد .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست