responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 445


والسلام اليمين هاهنا مقام الطاعة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه على طريق المجاز والاتساع ، لان من عادة العرب إذا أراد أحدهم التقرب من صاحبه ، وفضل الأنسة بمخالطته ، أن يصافحه بكفه ، ويعلق يده بيده . وقد علمنا في القديم تعالى أن الدنو يستحيل على ذاته ، فيجب أن يكون ذلك دنوا من طاعته ومرضاته . ولما جاء عليه الصلاة والسلام بذكر اليمين أتبعه بذكر الصفاح ، ليوفى الفصاحة حقها ، ويبلغ بالبلاغة غايتها .
ونظير هذا الخبر الحديث الآخر : " إن الصدقة تقع في يد الله سبحانه وتعالى قبل يد السائل " ، أي يتعجل بها منه سبحانه مثوبته ومواقعته ، وموافقة طاعته ، وأنها لا تهلك ضلالا ، ولا تذهب ضياعا ، بل تكون كالشئ المحفوظ باليد ، والمذخور للغد [1] .
* * * وهذا أخير انتهائنا إلى الفراغ من كتاب " مجازات الآثار النبوية " على ما تخلل عملنا له من قواطع الاشغال ، وبواهظ الأثقال ، وعوادي الأيام والليال . وقد خرجنا في صدر هذا الكتاب من



[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الحجر الأسود الذي يستلمه الناس في طواف الحج بيمين الله ، بجامع البركة في استلام كل إذا قلنا إن لله تعالى يمينا ليست كأيماننا كما هو رأى أهل السنة ، وإذا قلنا إن اليمين جهة قرب الله ففيها البركة أيضا ، كما قال الشريف ، وحذف وجه الشبه والأداة .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست