responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 423


وقال المفسرون في قوله تعالى وهو يريد نار الدنيا : " نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين " قالوا تذكرة يستذكر بها الناس نار الآخرة ، فيكون ذلك أزجر لهم عن المعاصي ، وأصرف عن المضال والمغاوي ، لان نار الدنيا إذا كانت على ما هي عليه من قوة الاحراق وشدة الارماض [1] والاقلاق [2] ، وهي مع ذلك دون نار الآخرة في الطبقة ، وجزء من أجزائها في الايلام والنكاية ، فما ظننا بتلك النار إذا باشرت الأجسام ، وخالطت اللحوم والعظام ، نعوذ بالله منها ، ونسأله التوفيق لما باعد عنها . وقيل في المقوين قولان .
أحدهما : أن يكونوا المرملين من الزاد ، والفاقدين للطعام ، يقال :
أقوى فلان من زاده إذا لم يبق عنده شئ منه ، وذلك مأخوذ من الأرض القواء التي لا شئ فيها ، فكأنه صار كهذه الأرض في الخلو من البلغ التي يتبلغ بها ، والمسك التي يترمقها [3] ، والقول الآخر أن يكون المقوون هاهنا السائرين في القوى ، وهي الأرض التي قدمنا ذكرها ، والنار للمسافر أرفق [4] منها للحاضر .



[1] الارماض : الايقاع في الحرارة ، أي شدة إشعار الشخص بالحرارة .
[2] الاقلاق : الازعاج .
[3] يقال ترمق اللبن : إذا شربه قليلا قليلا ، والمسك جمع مسكة وهي ما يمسك الرمق الذي هو بقية الحياة . والمعنى أن المقوى الذي لا يجد إلا القليل من الطعام والزاد ، يترمقه : أي يأخذه قليلا قليلا كلما وجده .
[4] الرفق بكسر الراء وسكون الفاء : ما استعين به ، ومعنى أرفق للمسافر أي أكثر عونا له . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الحمى فيما تجلبه من الحرارة بكير من جهنم ينفخ حرها ، مبالغة في شدة حرارة الحمى ، وحذف وجه الشبه والأداة .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست