نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 416
يتتايع الفراش في النار " وهذا القول مجاز ، والمراد يتسارعون إلى قول الكذب تهافتا فيه ، ومنازعة إليه ، فيكونون كالفراش المتساقط في النار ، لأنه يلوذ بها وينازع إليها ، والتتايع : التواقع في الشئ المكروه [1] ، فلما كان الكذب كالمهواة [2] والمزلة ، من حيث أدى إلى المخزاة والمذلة ، حسن لذلك أن يجعل المتسرع إليه كالواقع فيهما ، والمرتكس في قعرهما . وقد يجوز أيضا أن يكون المراد أن الكذب لما كان مفضيا إلى دخول النار جعل المتسرع إليه كالمتهافت في النار ، ويؤكد هذا الوجه تشبيه المتتايع في الكذب بالفراش المتساقط في النار ، ولذلك نظائر قد تقدم الكلام عليها في هذا الكتاب [3] .
[1] في القاموس : التتايع : ركوب الامر على خلاف الناس ، والتهافت والاسراع في الشر واللجاجة ، وأجود المعاني المناسبة للتتايع هنا هو التهافت ، لان تتايع الفراش تهافته ، والتهافت : هو التساقط والتتابع ، ولا مانع أن يكون الحديث : تتابعون بالباء بدل الياء ، أي يتلو بعضكم بعضا ، ولكن المعنى الأول أفضل . [2] المهواة : مكان الهوى والسقوط ، والمزلة : مكان الزلل والوقوع . [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه تهافت الناس في الكذب ووقوعهم فيه بتهافت الفراش في النار ، بجامع الوصول إلى سبب الهلاك في كل ، واشتق من التتايع تتايعوا بمعنى تتهافتوا ، على طريق الاستعارة التبعية ، وفيه أيضا استعارة بالكناية ، حيث شبه الناس بالفراش في إسراعهم في أسباب هلاكهم ، وحذف المشبه به ورمز إليه بشئ من لوازمه ، وهو التتايع ، وإسناد التتايع إلى ضمير الناس تخييل .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 416