نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 413
ورجل تصدق . . .
فما بعث الله عبدا إلا في ذروة من قومه
بالوتد في الملازمة أبلغ من تشبيهه بالحمامة ، لان الحمامة تنتقل وتزول ، والوتد مقيم لا يريم [1] . 331 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حديث طويل : " ورجل تصدق بصدقة أخفاها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " وهذا مجاز ، والمراد المبالغة في صفته بكتمان نفقته ، وإخفاء صدقته ، فإذا كانت شماله لا تعلم بما تنفقه يمينه ، وهي سريحتها ( 2 ) وقسيمتها ، وجارتها ولصيقتها ، فأجدر ألا يعلم بذلك غيرها ممن شط ( 3 ) دارا ، وبعد جوارا ( 4 ) . 332 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ، وقد ذكر لوطا عليه الصلاة والسلام ، وقوله لقومه : " لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد " . قال عليه الصلاة والسلام : " فما بعث الله بعده نبيا إلا في ذروة قومه " وهذه استعارة ، والمراد فما بعث الله بعده نبيا إلا في أعلى شرف قومه ، لئلا يغمض حسبه ،
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تصريحية ، حيث شبه المقيمين في المساجد ، الملازمين لها بالأوتاد ، بجامع الثبات وعدم المفارقة في كل ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه . ( 3 ) سريحتها : شقيقتها ، لان السريحة هي القطعة من الثوب ، فالقطعتان سريحتان ، كل منهما سريحة للأخرى ، وقسيمتها توضيح لها . ( 3 ) شط : بعد . ( 4 ) ما في الحديث من البلاغة : في الحديث كناية ، حيث كنى بعدم علم شماله بما تنفقه يمينه عن شدة الاخفاء .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 413