نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 370
ذلول [1] لا يركب إلا ذلولا " . وهذه استعارة ، والمراد أن الاسلام سهل القياد لمن اقتاده وطئ الظهر لمن اقتعده ، لا بتوقص [2] براكبه ، ولا يتقاعس [3] على جاذبه ، فهو كالبعير الذلول الذي يسهل مرامه [4] ويطوع [5] زمامه ، وقوله عليه الصلاة والسلام : لا يركب إلا ذلولا : أي لا يستجيب له من الناس إلا من لانت للدين عرائكه ، وقربت عليه مآخذه ، وطاعت نفسه باحتمال أعبائه ، والصبر على لأوائه [6] . فأشبه المسلم من هذا الوجه أيضا الفرس الذلول الذي يمكن راكبه ، ويطاوع فارسه ، وإنما جعل عليه الصلاة والسلام الاسلام في الثاني بمنزلة الراكب بعد أن وصفه في الأول بصفة المركوب ، لان الاسلام كالمالك على الانسان أمره ، والمبتاع منه نفسه ، فهو يقوده بزمامه ويصرفه على أحكامه ، وكان من هذا
[1] ذلول : لين سهل القياد . [2] يتوقص براكبه : لا يتعبه بشدة وطئه في الأرض ، لان شدة الوطئ تهز الراكب وتقلق مكانه . [3] يتقاعس : يرجع إلى الوراء إذا جذبه الجاذب ، أي أنه مطاوع غير شرس . [4] المرام : الطلب . [5] يطوع : ينقاد زمامه ، أي لجامه كلما حركه راكبه في ناحية تحرك فيها من غير إباء . [6] اللاواء : الشدة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 370