نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 350
رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم " الآية . فنقول : أراد سبحانه أنه معهم بالعلم والإحاطة لا بالدنو والمقاربة ، لان الامر لو كان على ذلك لكان المعنى مستحيلا ، وذلك أنه تعالى لا يجوز أن يكون مع كل ثلاثة ، ولا مع كل خمسة في حال واحدة على الحقيقة ، لان الجسم لا يصح أن يكون في مكانين في حال واحدة ، تعالى الله عن تنقل الأمكنة وتقلب الأزمنة علوا كبيرا . ومما يبين كذب قولهم ، وفساد تأويلهم ، ما رواه أبو معاوية الضرير وغيره عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : " أتى النبي عليه الصلاة والسلام رجل من أهل الكتاب ، فقال : يا أبا القاسم أبلغك أن الله يحمل السماوات على إصبع ، والأرض على إصبع ، والشجر على إصبع ، والثرى على إصبع ، والخلائق على إصبع ؟ فضحك صلى الله عليه وآله من قوله ، وأنزل الله سبحانه عقيب ذلك - وما قدروا الله حق قدره " - الآية . وقد روى أيضا في حديث عبد الله بن عباس : أن من زعم أن الله خنصرا وبنصرا فقد أشرك بالله سبحانه ، ومجال كتابنا هذا أضيق من أن نسير في أقطار الكلام على هذا الخبر أكثر من هذا المسير ، وقد استقصينا ذلك في كتاب حقائق التأويل [1] .
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث مجاز مرسل على ما ذكره الشريف ، حيث استعمل الإصبعين في أثرى نعمة الله اللتين ذكرهما الشريف والعلاقة السببية لان الأصابع هي محدثة الأثر وأرى أن في الحديث تشبيها بليغا ، حيث شبه قلب بني آدم في قدرة الله عليه وتصريفه حيث يشاء بالشئ الكائن بين إصبعين من أصابع الله ، وحذف وجه الشبه والأداة . ( ملحوظة ) يرى السلف أنه لا مانع من إثبات الأعضاء التي يثبتها القرآن والحديث لله تعالى ، بعد الحزم بعدم مشابهتها للحوادث ، ولكن التأويل كما ذهب إليه الشريف هو رأى المتأخرين ، ويراه العلماء أسلم في زماننا هذا .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 350