responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 331


القرى فيملكون بلادهم ، ويغتنمون أموالهم ، فكأنهم لهذه الأحوال يأكلونهم ، وخرج هذا القول على طريقة للعرب معروفة ، لأنهم يقولون : أكل فلان جاره إذا عدا عليه ، فانتهك حرمته ، واصطفى حريته ، وعلى ذلك قول علقمة بن عقيل بن علفة لأبيه في أبيات :
أكلت بنيك أكل الضب حتى * وجدت مرارة الكلأ الوبيل ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية :
" ويح قريش لقد أكلتهم الحرب " يريد أنها قد أفنت رجالهم ، وانتهبت أموالهم ، فكانت من هذا الوجه كأنها آكلة لهم . قال ذلك عليه الصلاة والسلام في حديث طويل ، والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام : " تنفى الخبث كما ينفى الكير خبث الحديد " أن أهلها يتمحصون فينتفى عنها الأشرار ، ويبقى فيها الأخيار ، ويقارقها الاخلاط والأوشاب [1] ، ولا يصبر عليها إلا الصميم واللباب ، فتكون بمنزلة الكير الذي ينفى الأخباث والأدران ، ويخلص المصاص [2] والنضار . وهذا أيضا مجاز ثان . وقد ورد هذا الخبر بلفظ آخر ذكره عمر بن عبد العزيز ، قال : سمعنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : " المدينة تنفى خبث الرجال كما ينفى



[1] الأوشاب : الاخلاط ، والأوشاب : جمع وشب ، بكسر الواو وسكون الشين .
[2] المصاص : خلاصة الشئ ، والنضار : الذهب الخالص أو خالص الجواهر .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست