نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 303
وقتل العصا ، يقول : إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين . ومنه قول جرير : فلما التقى الحيان ألقيت العصا * ومات الهوى لما أصيبت مقاتله يقول : لما التقى الحيان وقع الائتلاف والدنو ، وزال التمنع والنبو [1] ، فكأنه عليه الصلاة والسلام أراد بقوله : " لا ترفع عصاك عن أهلك " ، أي احملهم أبدا على الصلاح والائتلاف ، وامنعهم من الفساد والخلاف . ويقال للرجل ، إذا كان رقيق السيرة جميل الإيالة [2] : إنه للين العصا ، قال معن بن أوس المزني : عليه شريب وادع لين العصا * يساجلها جماته وتساجله [3] وقد تكلمنا على نظير هذا الحديث فيما تقدم [4] .
[1] النبو : البعد . [2] آل على القوم أولا وإيالا وإيالة : تولى عنهم . [3] الشريب : من يستقري معك أو من يشاربك ، والمراد هنا الأول لأنه يصف حوضا يستقى منه الناس ، ويساجلها : يقاسمها ، وأصل المساجلة أن تملأ سجلا ، أي دلوا ويأخذ غيرك سجلا ، وجمات : جمع جمة ، وهي معظم الماء . [4] ما في الحديث من البلاغة . في الحديث استعارة تبعية : حيث شبه استدامة تقويم الأهل باستدامة العصا ، بجامع الإخافة والحمل على السير المستقيم في كل ، واشتق من رفع العصا بمعنى استدامة التقويم ، لا ترفع بمعنى لا تترك ، أو استدم على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 303