responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 220


وتؤمن مساربه [1] ، فإن أخيف سربه ، ورنق [2] شربه ، وضيعت قواصيه [3] ، واعتميت [4] مقاربه ، كان خليقا بأن ينتقل ، وجديرا بأن يستبدل ، فكذلك النعم إذا لم يجعل الشكر قرى نازلها ، والحمد مهاد منزلها ، كانت وشيكة بالانتقال ، وخليقة بالزيال [5] .
وفى رواية أخرى : أحسنوا جوار نعم الله فإنها وحشية . وباقي الخبر على لفظه . فعلى هذه الرواية كأنه عليه الصلاة والسلام شبه النعم بأوابد الوحش [6] التي تقيم مع الايناس ، وتنفر مع الايحاش ، ويصعب رجوع شاردها إذا شرد ، ودنو نافرها إذا بعد [7] .



[1] السرب : القطيع من الظباء والنساء وغيرهما ، والطريق والبال والقلب والنفس ؟ ، والمراد هنا قطيعه الذي يرعى في مساربه .
[2] رنق : أي كدر ، والشرب : الماء الذي يشرب منه ، أي كدر ماؤه الذي يرده الشرب .
[3] القواصي جمع قاصية : وهي البعيدة ، والمراد بتضييع القواصي عدم المحافظة على ما يغيب عنه من ماله .
[4] يقال اعتمى واعتام : بمعنى قصد واختار ، والمقارب جمع مقربة : أي ماله القريب ، أي استصفى ماله القريب ولم يرد عليه ماله البعيد .
[5] الزيال : أصله الزئال أو الزول ، مصدر زال يزول . ثم سهلت الهمزة إلى الياء وقلبت الواو ياء لوقوعها بعد كسرة وقد أعلت في الفعل .
[6] الأوابد جمع آبد : وهي الحيوانات المتوحشة .
[7] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة بالكناية ، حيث شبه نعم الله بالحيوانات التي يمكن استئناسها وحذفها ورمز إليها بشئ من لوازمها وهو النفار المعبر عنه بنفرت بجامع بقائها إذا أدى شكرها وذهابها إذا أنكر جميلها ، وفى نفرت استعارة تبعية ، حيث شنه الذهاب بالنفار بجامع البعد والزوال في كل واشتق من النفار بمعنى الذهاب نفرت بمعنى ذهبت وزالت على طريق الاستعارة التبعية وإسناد نفرت إلى ضمير النعم ترشيح .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست