نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 209
أطعموا الله يطعمكم
العلم خزائن . . .
168 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أطعموا الله يطعمكم " وهذا القول مجاز لأنه سبحانه قال : " وهو يطعم ولا يطعم " ، والمراد أطعموا فقراء الله الذين أمركم بإطعامهم ، وجعلكم سببا لأرزاقهم ، يجازكم على ذلك بجزيل الثواب ، ويكثر لكم من الاخلاف [1] والاعواض [2] . 169 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " العلم خزائن ومفتاحها السؤال ، فاسئلوا رحمكم الله فإنه يؤجر أربعة : السائل ، والمجيب ، والمستمع ، والمحب لهم " وهذا القول مجاز ، والمراد تشبيه العلم في قلوب العلماء بالخزائن المستبهمة ، والأبواب المستغلقة ، وإنما تستفتح بسؤال السائلين ، ويستخرج ما فيها ببحث الباحثين [3] .
[1] الاخلاف جمع خلف : وهو ما يخلفه الله على المنفق يدل ما أنفق ، والاعواض جمع عوض : وهو ما يعوض الله للمنفق عما أنفق ، وكانت واو العطف ساقطة في الطبعتين السابقتين على هذه الطبعة . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه إرضاء الله بإطعام الفقراء بإطعامه تعالى بجامع أن في كل ما يجلب السرور ، واشتق من الاطعام بمعنى الارضاء ، أطعموا بمعنى أرضوا على طريق الاستعارة التبعية . [3] ما في الحديث من البلاغة : ما في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه العلم بالخزائن بجامع أن كلا منهما مغلق لا ينفتح إلا بمفتاح ، فمفتاح الخزائن معروف ، ومفتاح العلم السؤال ، وشبه السؤال بالمفتاح بجامع أنه يوصل إلى العلم كما يوصل مفتاح الخزانة إلى ما فيها ، وحذف وجه الشبه والأداة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 209