responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 197


مقام المطيع لامره ، والمتصرف على حكمه . وقد بين عليه الصلاة والسلام ذلك في خطبة له ، فقال : " وإياكم والبخل فإنه أهلك من كان قبلكم . أمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا " فبين عليه الصلاة والسلام كيف يكون البخل آمرا مطاعا وقائدا متبوعا . وهذه أيضا استعارة أخرى لان البخل على الحقيقة لا يكون آمرا ناهيا ، ولا قائدا مخاطبا . والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام : " أمرهم بالقطيعة فقطعوا " أن البخلاء يضنون بمالهم على أهل الحاجة من أقربائهم ، وأولى الخلة [1] من ذوي أرحامهم ، فيكونون بذلك قاطعين للرحم : القريبة ، وعاقين لأعراق الوشيجة [2] والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام : وأمرهم بالفجور ففجروا " أن البخل حسن لهم منع الأموال من الانفاق في الحقوق ، وإسلاكها [3] سبل المعروف ، فأجرى عليهم لهذه الحال اسم الفجور [4] .



[1] الخلة : الفقر والاحتياج ، وأصلها الثقبة في الشئ ، وشبهت بها الحاجة في كونها نقصا في الانسان .
[2] الوشيجة : الصلة والقرابة ، وأصل الوشيجة عرق الشجرة ، شبهت بها القرابة في كونها توصل المودة كما توصل عروق الشجرة الغذاء .
[3] أي إدخالها طرق المعروف .
[4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه سير الانسان على طبيعة البخل فيه بعدم إنفاق المال بإطاعة البخل ، ويتضمن ذلك تشبيه البخيل بالمرؤوس ، والبخل بالرئيس أو بالجندي والأمير ، واشتق من الإطاعة مطاع بمعنى مسير على نهجه على سبيل الاستعارة التبعية .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست