نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 18
يقول : بوأني دارا ، وأحف بي أعوانا ، وأنصارا . ( والوجه الآخر ) أن يكون اليد هاهنا بمعنى القوة فكأنه عليه الصلاة والسلام قال : وهم قوة على من سواهم ، والقوة أحد المعاني التي يعبر عنها باسم اليد ، وقد استقصيت ذلك في كتابي الكبير الموسوم " بحقائق التأويل " ، وذكرت أن قول القائل : لا أفعل ذلك يد الدهر ، معناه عندي لا أفعل ذلك قوة الدهر ، أي ما دام الدهر قوى الأركان قائم البنيان . فأما الحديث الآخر عنه عليه الصلاة والسلام ، وهو قوله : " عليكم بالجماعة فإن يد الله على الفسطاط " . فليس المراد باليد فيه كالمراد باليد في الحديث الأول ، بل المراد باليد ها هنا حفظ الله ورعايته كما يقول القائل : مالي في يد فلان . إذا أراد أنه حافظ له وأمينه عليه . والفسطاط هاهنا البلد ، ومنه سمى فسطاط مصر ، فكأنه عليه الصلاة والسلام ، أمرهم بلزوم الجماعة في الأمصار ونهاهم عن الانشعاب والافتراق . ولم يرد أن الخارج من المصر خارج عن قبضة الله ومملكته ، لكنه خارج عن حفظه ورعايته . وإنما أمرهم بلزوم الأمصار لأنها في الأكثر مواضع الجماعة ، وإلا فالامر على الحقيقة إنما هو بلزوم الجماعة ولو كان أهلها في أكناف الفيافي ومطارح البوادي [1] .
[1] ما في الحديث من البلاغة : في قوله عليه الصلاة والسلام " وهم يد " تشبيه بليغ حيث حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه ، وكان الأصل وهم كاليد في الاتصال والترابط وعدم الخلاف ، وهذا على المعنى الأول الذي ذكره المؤلف . أما على المعنى الثاني فهو استعارة تصريحية حيث استعمل اليد في القوة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 18