responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 177


عجيبة ، والمراد بها أن مشارة الناس تظهر المعايب وتخفى المناقب لان المهاتر المشاغب لا يقدر لمخاصمة على مثلبة [1] إلا بحثها ، ولا يجد له منقبة [2] إلا دفنها ، فكأنه يميت محاسنه ويحيى مساويه ، وجعل عليه الصلاة والسلام الغرة في مكان المنقبة لتجمل الانسان بنشرها ، وجعل العرة في مكان المثلبة لتهجن الانسان بكشفها ، وقد قيل إن المراد بالغرة هاهنا النفيسة من المال ، ومنه قول الشاعر :
* غرير التلاد منيل الطعام * أراد بغرير التلاد كرائم المال ، والمراد بالعرة : البلاء والملاك مأخوذ من العرة ، وهي قروح تصيب الإبل ، وهذا القول ذكره أبو عبيدة ، والقول الأول أشبه بظاهر الكلام وأبعد من الاعتساف والاستكراه ، ومما يؤكد ذلك ما روى عن جدنا الصادق جعفر بن محمد عليه وعلى آبائه السلام أنه قال : إياكم وتعداد العرة [3] فإنها تكشف العورة وتورث المعرة [4] . فهذا كالبيان لذلك الاجمال ، والاخراج من ذاك الاحتمال [5] .



[1] المثلبة : المنقصة .
[2] المنقبة : المفخرة والمحمدة .
[3] العرة : المثلبة ، أي إياكم وتعداد المثالب والعيوب .
[4] المعرة : العار .
[5] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ومكنية : حيث شبه المثلبة أو القرح بالشخص الذي له حياة وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الاحياء ، فهذه المكنية والتبعية في تشبيه إظهار المثلبة والقرح بإحيائهما ، واشتق من الاحياء بمعنى الاظهار ، يحيى بمعنى يظهر ، وكذلك في تميت الغرة : استعارتان مكنية وتبعية ، حيث شبه الغرة وهي المنقبة أو كرائم المال بالانسان إلى يمات ، وشبه إخفاء المنقبة وتبديد المال بالإماتة ؟ ؟ كما سبق في تحيى المعرة .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست