نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 142
والمجاز الآخر قوله عليه الصلاة والسلام : " والحور بعد الكور [1] " ، أي انتشار الأمور بعد انضمامها [2] ، وانفراجها بعد التئامها ، وذلك مأخوذ من حور العمامة بعد كورها ، وهو نقضها بعد ليها ، ونشرها بعد طيها . وقد قيل : إن معناه القلة بعد الكثرة والنقصان بعد الزيادة ، فكأنه تعوذ من الانتقال عن حال حسنة إلى حال سيئة ، وعلى ذلك قول الشاعر : واستعجلوا عن شديد المضغ فابتلعوا * والذم يبقى وزاد القوم في حور [3] أي في نقصان ، والمعنيان متقاربان ، وقد روى هذا الكلام على وجه آخر ، فقيل من الحور بعد الكون بالنون ، من قولهم : حار إذا رجع ، يقولون كان على حال جميلة ، فحار عنها : أي رجع عما كان عليه منها . والرواية الأولى أعرف عند أهل اللسان ، وأشبه
[1] قال في القاموس : الحور هو ما تحت الكور من العمامة ، أي الشئ الذي تلف عليه العمامة كالطاقية أو الطربوش أو نحو ذلك . والكور هو لف العمامة ، وإدارتها كالتكوير ، وبناء على هذين المعنيين سنبين ما في الحديث من البلاغة في آخره . [2] هذا لا يناسب المعنى الذي ذكره القاموس . [3] ضرب هذا البيت دخله القطع فحذف خامسه وسكن ما قبله ، وأصله فاعلن فحذفت النون وسكنت اللام ، ويحول إلى فعلن بسكون العين .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 142