responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 116


حمات [1] السخائم ، ويفسخ عقود العزائم ، ويكبح الجامح حتى يرجع ، ويسف [2] بالمحلق حيت يقع ، ويعود بالخصم الضالع [3] موافقا ، وبالضد الابعد مقاربا . والسحر في الأصل هو التمويه والخديعة والتلبيس والتغطية . وقال بعضهم : السحر ما نقلك من حال إلى حال .
وكانت العرب تعتقد أن السحر يصرف الوجوه ، ويقلب القلوب ، ويمرض الأجسام ، ويسفه الأحلام ، ويفرق بين المتحابين ، ويجمع بين المتباغضين . وهذا في الحقيقة نقل من حال إلى حال ، وهو عندنا باطل إلا أن يراد به ما قدمنا القول فيه من خديعة الانسان بلين القول وحسن اللفظ ، حتى يرضى بعد اشتطاطه [4] ، وينثني بعد جماحه .
وهذا الوجه هو الذي ذهب إليه النبي عليه الصلاة والسلام دون ما يقوله أهل الجهالة وطغام الجاهلية [5] .



[1] الحمات جمع حمة بضم الحاء وفتح الميم : وهي الإبرة التي يضرب بها الزنبور أو الحية أو العقرب أو يلدغ بها ، والسخائم : جمع سخيمة : وهي الحقد ، والمراد ينزع دوافع الحقد وأسبابه .
[2] يقال أسف الطائر : دنا من الأرض في طيرانه ، وأسفت السحابة دنت من الأرض ، والمحلق المرتفع ، والمراد أن الكلام ينزل بالمرتفع إلى أسفل أي يغير حال المخاطب من التشدد إلى اللين .
[3] الخصم الضالع : المائل المخالف ، ومن معاني الضالع الجائر ، ولكن المعنى الذي ذكرناه أولى وأنسب بقول الشريف موافقا .
[4] الاشتطاط : مجاوزة القدر المعقول والتباعد عن الحق .
[5] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تصريحية ، حيث شبه الكلام الحسن بالسحر في تأثيره على السامع ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه على طريق الاستعارة التصريحية .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست