نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 89
فلان في الدنيا انغماسا : إذا كثر التباسه لها وعظم أخذه منها تشبيها لها بغمرة الماء إذا خاضها الخائض أو غمس فيها الغامس [1] . 56 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " كل عين زانية " ، وهذه استعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يرد حقيقة الزناء المذموم ، وإنما أراد أن كل عين لابد أن تكون لها طمحة إلى حسن أو طرحة إلى أرب . وإن كان ذو التقوى يكبح نفسه بالشكيم ، ويعرك [2] شهوته عرك الأديم [3] ، ولا يكون نظره إلا فلتة ، ولا تتبع النظرة النظرة كما قال عليه الصلاة والسلام ، وقد قال الشاعر : نظرت إليها بالمحصب من منى * ولى نظر لولا التحرج عارم [4] فوصف النظر بالعرام [5] في هذا الشعر كوصف العين بالزنا في هذا
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه حدوث منافع الدنيا الكثيرة وخيراتها للانسان بالماء الكثير الذي يصب عليه ، واشتق من الصب بمعنى الحدوث ، صب بمعنى حدث أو أصاب على طريق التبعية . ومعلوم أن في الحديث مجازا بالحذف ، لان التقدير إذا صبت عليكم خيرات الدنيا . [2] يعرك يفرك ويدلك ليجعلها هادئة غير شديدة . [3] الأديم : الجلد ، وإذا دلك الجلد صار ناعما وذهبت خشونته ، كما تذهب خشونة الشهوة . [4] المحصب : موضع بمنى تجمع فيه الحصباء وترمى بها الجمار ، والتحرج : خوف الوقوع في الحرج وهو الحرام والعارم : الشديد . [5] العرام : الحدة .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 89