نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 88
وحكى عن ثعلب أنه سئل عن هذا الحديث ، فقال : أراد عليه الصلاة والسلام إنك لذو جبليها ، يعنى الحسن والحسين عليهما السلام . قال : ويجوز أن يكون قوله ذو قرنيها يريد به طرفي الأمة : أي أنت في أولها ، والمهدى من ولدك في آخرها . قال ويجوز أن يكون ذلك من قوله : عصرت الفرس قرنا أو قرنين : أي استخرجت عرقه بالجري مرة أو مرتين ، فكأنه عليه الصلاة والسلام ذو اقتباس العلم الظاهر واستخراج العلم الباطن . والاعتماد على ما قدمنا ذكره من التأويل الأول وهو من استنباطي [1] . 55 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أخاف عليكم إذا صبت الدنيا عليكم صبا " ، وهذه استعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام أراد إذا غمرتكم الدنيا بمنافعها وعمتكم بفوائدها وعوائدها ، فشبه كثرة ذلك بالوبل الغزير المنصب على الانسان في أنه يبله بدفعاته ، ويغمره من جميع جهاته . ومثل ذلك قولهم : انغمس
[1] غلا الشريف في تفضيل الامام على بسبب هذا الحديث ، لأنه شيعي من الذين يجعلون الامام عليا أولى بالخلافة من أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ، وغير الشيعة فسروا القرنين بالحسن والحسين رضي الله عنهما ، أو جعل الضمير في قرنيها عائدا على الجنة ، وكل التفسيرات تتمشى على رأى الشيعة حتى على رأى الشريف . فمعنى رأس الأمة رأسها في العلم ، ورأسها في الشجاعة والقوة ، والتفاني في الدفاع عن الاسلام ، وليس الرأس في ناحية من نواحي الاسلام يكون رأسا في جميع النواحي . ولا يجوز أن يفضل الامام على في جميع الأحوال على أبى بكر وعمر رضي الله عنهما .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 88