نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 84
والمعول عليه من بينهم [1] . 52 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في مثل ضربه لقريش يطول الكتاب بذكره : " ويقطع الناس في آثارهم حتى بقيت عجز من الناس عظيمة " ، وهذه استعارة لان المراد بالعجز ها هنا : مآخير الناس وعقابيلهم [2] تشبيها بعجز الناقة أو غيرها من الدواب ، لان أول ما يتحرك للسير هاديها وعنقها ثم يتبعه ردفها وعجزها . فسمى القوم الذين يتأخرون في السير أعجازا كما سمى المتقدمون أعناقا ، يقال قد طلعت أعناق القوم : أي أوائلهم ومتقدموهم ، وجاءت أعجازهم : أي أواخرهم ومتثبطوهم . وعلى هذا سموا مقدمي القوم في الوجاهة والمنزلة أعناقا ورؤوسا . وقد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم وقد يجوز أن يكون الحديث المروى : " يجئ المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة " . من هذا أيضا . يريد أنهم يوافون يوم القيامة أوجه الناس وجوها ، ورؤوسا . فيكون قولنا أطول هاهنا من الطول [3] لا الطول ، ولابد أن يكون
[1] ما في الحديث من البلاغة : في استعمال الغرة في الأول استعارة تصريحية كما ذكر الشريف ، حيث شبه أول الاسلام بغرة الفرس في كونها في مقدمته وفي ظهور الحسن والشين فيها ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه . [2] العقابيل : البقايا جمع عقبولة وعقبول بضم العين . [3] الطول : الطاقة والفضل ومن ذلك قوله تعالى ( ومن لم يستطيع منكم طولا أن ينكح المحصنات ) .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 84