نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 44
بالروح هاهنا القرآن تشبيها له بالروح القائمة بالحيوان المصححة لانتفاع الأبدان ، وهذا من التشبيه الواقع والتمثيل النافع ، لان انتفاع الناس بالقرآن في رشاد السبيل ومصالح الدنيا والدين كانتفاع الأبدان بالأرواح في تصريف حركاتها وترتيب إرادتها ، وتصحيح لذاتها وشهواتها . وقد ذكرنا ذلك مشروحا في مواضع من كتابنا في علوم القرآن . 25 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " قد أناخت بكم الشرف الجون " . يعنى الفتن المتوقعة . وهذا القول مجاز لأنه عليه الصلاة والسلام شبه الفتن بالنوق المسنات ، لجلالة خطبها واستفحال أمرها و جعلها جونا ، وهي السود ها هنا [1] ، لظلام منهجها والتباس مخرجها . والشرف جمع شارف : وهي الناقة المسنة ، وهم يشبهون الحرب بها ، قال الكميت الأسدي يصف حربا : مبسورة شارفا مصرمة [2] * محلوبها الصاب [3] حين تحتلبه يقال بسرت الناقة وابتسرت إذا حمل عليها الفحل . ولم تضبع [4]
[1] أشار بقوله هاهنا إلى أن الجون تطلق على البيض والسود ، ولكن المراد بها هنا السود . [2] المصرمة : المقطعة وهي التي قطعت أثداؤها حتى لا ترضع فتضعف بالرضاع . [3] الصاب : شجر مر ، أي عصارة هذا الشجر المر إذا حلب . [4] ضبعت الناقة تضبع : من باب فرح إذا اشتهت الفحل ، فمعنى قول الشريف إذا حمل عليها الفحل ولم تضبع : وهي غير طالبة له وحينئذ لا يكون للقاح فائدة لأنها لا تحمل حينئذ ، والمراد أن هذه الحرب كالناقة التي يأتيها فحلها وهي غير راغبة في إتيانه فتكون نافرة هائجة ، وهذه الحرب نافرة هائجة ، تصيب الناس بشرها من غير رحمة ولا تبصر .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 44