نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 42
والناس الدثار ، لأنهم أبعد منى وأنتم بينهم وبيني ، ومثل ذلك قولهم : فلان من بطانة فلان ، كناية عن القرب منه ، والاختصاص به تشبيها ببطانة الثوب التي تلى الجسد ، وتكون أقرب إلى البدن [1] . 23 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " يكون قبل الدجال [2] سنون خداعة " ، وهذه استعارة لأنه جاء في التفسير أن المراد بذلك اتصال المحول [3] وقلة الأمطار في تلك السنين . يقال : خدع المطر إذا قل ، والأصل فيه قولهم : خدع الريق إذا جف . قال سويد بن أبي كاهل : أبيض اللون لذيذ طعمه * طيب الريق إذ الريق خدع وجفوف الريق وقلته من أسباب تغيره وفساده لأنه كلما كثر ماع ، وكلما ماع طاب . وقيل السنون الخداعة هي التي تخدع زكاء الزرع : أي تنقصه من قولهم : دينار خادع ، وهو الذي ينقص من وزنه أو من ذهبه . وقال عليه الصلاة والسلام : " سنون خداعة " . والمطر هو الخادع إلا أن خدع المطر لما كان فيها حسن إجراء الاسم
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ حيث شبه الأنصار بالشعار في القرب والناس بالدثلر في البعد ، فالمشبه والمشبه به موجودان ، والأداة والوجه محذوفان . [2] الدجال ؟ هو المسيخ الدجال الذي يظهر آخر الزمان يفتن الناس عن دينهم . [3] المحول : جمع محل ، وهو الجدب .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 42