نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 411
بالمنضى بعيره في السفر ، إذا أطال شقته [1] واستفرغ قوته وحش عريكته [2] . 329 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام طويل : " لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض إلى أن يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه " ، فقوله عليه الصلاة والسلام : " حتى يكثر المال ويفيض " استعارة ، كأنه شبهه بالماء الطامي [3] الذي يفيض من قرارته [4] ، ويسيح من كثرته . ونظير هذا الخبر ما روى من قوله عليه الصلاة والسلام في خبر آخر : " ورب متخوض في مال الله ورسوله فيما اشتهت نفسه ، له النار يوم القيامة " كأنه عليه الصلاة والسلام جعل كثرة المال عند هذا
[1] شقته : مسافته . [2] حش : قطع ، والعريكة : السنام ، ومعنى قطع السنام وهو ما يتغذى منه البعير عند عدم الغذاء فهو كالاحتياطي له : أن المؤمن أذهب قوة الشيطان الاحتياطية بعد أن استفرغ قوته الأصلية . وكانت في الأصل وحسن عريكته ، ولكن المعنى الذي ذكرناه أولى . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية : حيث شبه إتعاب المؤمن للشيطان واستعصائه على إغوائه بالانضاء وهو الاهزال ، بجامع الأتعاب في كل ، واشتق من الانضاء بمعنى الاهزال : ينضى بمعنى يهزل ، على طريق الاستعارة التبعية . وفيه تشبيه مرسل ، حيث شبه إنضاء الشيطان بإنضاء البعير وذكر الأداة وهي الكاف . [3] الطامي : العالي المرتفع . [4] قرارة الماء : ما استقر فيه من نهر أو بحر أو نحوهما .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 411