نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 41
كأنه جعله وسدا لخده وفراشا لجنبه . ومما يقوى هذا الوجه ما روى من قوله عليه الصلاة والسلام ، في حديث آخر : " يأهل القرآن لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته " . وأما المعنى الآخر الذي يحتمل الذم : فهو أن يكون المراد أنه غير حافظ للقرآن فليس بخازن من خزنته ، ولا وعاء من أوعيته ، فإذا نام لم يكن متوسدا له كما يتوسده من هو ظرف من ظروفه الحاوية له والمشتملة عليه . ومثل ذلك ما روى عن أبي الدرداء أنه قال لرجل سأله عن طلب العلم : " لان تتوسد العلم خير من أن تتوسد الجهل " . أراد لان تنام ومعك العلم خير من أن تنام ومعك الجهل ، فجعل العلم كالفراش الممتهد [1] ، والوساد المتوسد [2] . 22 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ، في كلام للأنصار : " أنتم الشعار ، والناس الدثار [3] " . وهذا مجاز ، لأنه عليه الصلاة والسلام أراد أنكم أقرب الناس منى ، وأشدهم اشتمالا علي ، فأنتم لي كالشعار ، وهو الثوب الذي يلي بدن الانسان ،
[1] الممتهد : أي المتخذ مهدا ، وهو الموضع الذي يهيأ للنوم ، والمتوسد : المتخذ وسادة ، أي مخدة . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية حيث شبهت ملازمة القرآن بتوسده واشتق من التوسد بمعنى الملازمة ، يتوسد بمعنى يلازم على طريق الاستعارة التبعية . [3] الدثار : هو الثوب الذي يقع فوق الثوب الأول الملاصق للبدن ، والثوب الأول هو الشعار كما ذكر الشريف .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 41