نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 402
عمله لم يسرع به نسبه " وهذه استعارة . والمراد أن من تأخر بسوء عمله عن غايات الفضل ومواقف الفخر ، لم يتقدم إليها بشرف نسبه وكريم حسبه ، فجعل عليه الصلاة والسلام الابطاء والاسراع مكان التأخر والتقدم ، لان المبطئ متأخرو المسرع متقدم ، وأضافهما إلى العمل والنسب وهما في الحقيقة لصاحبهما لا لهما ، ولكن العمل والنسب لما كانا سبب الابطاء والاسراع ، حسن أن يضاف ذلك إليهما على طريق المجاز والاتساع [1] . 318 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " رحم الله حميرا أفواههم [2] سلام ، وأيديهم طعام ، أهل أمن وإيمان " ، وهذا القول مجاز . والمراد المبالغة في صفتهم بإفشاء السلام ، وإطعام
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة مكنية وتبعية : 1 - حيث شبه عمل الانسان ونسبه بالدابة ، بجامع الايصال إلى المطلوب في كل ، وحذفها ورمز إليها بشئ من لوازمها وهو الابطاء والاسراع لأنهما في الغالب من خواص الدواب التي تقطع مراحل السفر . 2 - وحيث شبه عدم إيصال العمل الضعيف قليل الخير بإبطاء الدابة ، بجامع التأخر في الوصول في كل ، وإيصال العمل كثير الخير القوى بالاسراع بجامع الوصول بسرعة في كل ، واشتق من الابطاء أبطأ ، ومن الاسراع أسرع ، على طريق الاستعارة التبعية . [2] الأصل أفواهم صاحبة سلام وأيديهم صاحبة طعام ، فلما أريدت المبالغة حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار خبرا عن المبتدأ ، فهذا مجاز مرسل من استعمال المصدر في المشتق والعلاقة الاشتقاق . كأن الأصل أفواهم مسلمة وأيديهم مطعمة ، فاستعمل السلام والطعام بدل اسم الفاعل .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 402