responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 401


حظارا [1] يحبسه فيه ، ويقصر خطوه دونه ، فأراد عليه الصلاة والسلام بقوله للاعرابي : " لقد تحجرت واسعا " تشبيهه بمن ضرب سياجه على قاعة واسعة فحازها ، ومنع غيره من المشاركة فيها ، لأنه دعا ربه أن يرحم النبي عليه الصلاة والسلام ويرحمه معه خصوصا ، وحظر رحمته سبحانه على الناس عموما ، وكان ذلك تحجرا على الرحمة ، وسيطرة على النعمة ، وخلافا لقوله تعالى : " ورحمتي وسعت كل شئ " ، وفي رواية أخرى : أنه عليه الصلاة والسلام قال لما سمع قول الأعرابي : " من هذا لقد احتظر واسعا " . والمعنى في اللفظين واحد : لان الأول مأخوذ من الحجرة ، والثاني مأخوذ من الحظيرة ، وقد يجوز أن يكون المراد لقد ضيق أمرا واسعا في الجملة ، وقد يجوز أن يكون لقد وسع على نفسه فضيق على غيره [2] .
317 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من أبطأ به



[1] الحظار : ككتاب وسماء : الحائط وما يحوط به على الدواب من شجر ونحوه ، أي ضرب عليه حجابا .
[2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه قصر رحمة الله على النبي صلى الله عليه وسلم هو والداعي بالتحجر وهو عمل الحجرة والحائط لمنع الناس من الدخول ، بجامع المنع في كل واشتق من التحجر بمنع المنع ، تحجرت بمعنى ضيقت ، لان كل من عمل حائطا أو بنى حظيرة ، فقد ضيق الواسع من الأرض ، وذلك على طريق الاستعارة التبعية .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست