نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 398
ألا ترى أن الشاعر لما جعل هذه النفوس بمنزلة المطايا المذللة ، والظهور المحملة ، استحسن أن يقول : رحلناها مقابلة بين أجزاء اللفظ ، وملاحمة [1] بين العجز والصدر . وليس هناك على الحقيقة ظهور تحمل الرجال ، وتحمل الأنفال ، وإنما أراد صفة تلك النفوس بالصبر على عض البلاء ، وعرك الادواء [2] ، ونوازل القدر ، وجواذب الغير [3] . 314 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام كلم به بعض أصحابه : " لن تبرحوا مبتلين [4] ما كنت بين أظهركم ، فإذا أنا هلكت أقبلت إليكم الدنيا وأقبلتم إليها ، واضطمتكم [5] الدنيا اضطمام الوالدة ولدها " وهذه استعارة .
[1] ملاحمة : مشاكلة وموافقة ، يقال هذا لحيم هذا بمعنى وفقه وشكله . [2] الادواء : جمع داء ، عركها : تأثيرها في الأجسام . [3] الغير : أحداث الدهر المتغيرة ، جمع غيرة بكسر الغين وسكون الياء . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه صعود الحسن أو الحسين رضي الله عنهما على ظهره صلى الله عليه وسلم بالارتحال ، بجامع الصعود على الظهر في كل ، واشتق من الارتحال بمعنى الصعود على الظهر ، ارتحلني بمعنى صعد على ظهري ، على طريق الاستعارة التبعية . [4] أي ستستمرون في البلاء ما دمت حيا بينكم . [5] اضطمتكم : صيغة افتعل من الضم وقلبت تاء الافتعال فيه طاء ، لوقوعها بعد حرف الاطباق وهو الضاد تسهيلا للنطق ، لان الانتقال من الضاد إلى التاء ثقيل ، والأصل " اضتمتكم " ، فحدث القلب كما ذكرنا ، ومثلها اضطمام أصلها " اضتمام " فحدث فيها ما حدث في اضطمتكم " .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 398