نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 372
لا يوصف بالقرب من طريق الدنو بالمسافة ، ولكن من حيث كان قريب الثواب من مستحقه ، وداني الاحسان من راجيه ومؤمله ، فكانت صفة القرب متعلقة بإحسانه وثوابه لا بنفسه وذاته . فأما قوله عليه الصلاة والسلام : ومن أقبل إلى الله ماشيا أقبل الله إليه مهرولا ، فالمراد به أن من تقرب إليه سبحانه بطاعة ، وإن فعلها بطيئا متضرعا ، فإنه تعالى يجعل جزاءه عليها معدا مسرعا . فالمشي ها هنا كناية عن الطاعة المبطئة ، والهرولة كناية عن المثوبة المسرعة . فذكره عليه الصلاة والسلام على طريق ضرب المثل لفضل ما يفعله الرب تعالى على ما يفعله العبد ، وإن كان لا يجب في كل طاعة أن يكون جزاؤها عاجلا ، وثوابها مبادرا [1] . 288 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء " وهذا القول مجاز ، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام أقام النساء لحكمهن على النفوس وتأثير هن في القلوب مقام السلاح للشيطان الذي يقارع به قلوب
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحدث ثلاثة مجازات عقلية : 1 - إسناد تقرب الأولى إلى الله تعالى والمراد ثوابه . 2 - إسناد تقرب الثانية إلى الله والمراد ثوابه أيضا . 3 - إسناد أقبل إلى الله ، والمراد ثوابه . والعلاقة المصدرية كما سبق في حديث " احفظ الله تجده تجاهك " . لان الله تعالى هو مصدر الثواب ، أو يقال العلاقة السببية ، لان الله تعالى سبب الثواب .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 372