نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 366
العارض في الطرف [1] ، لان الأول يحبس مجارى أنفاسه ، والثاني يمنع مجال ألحاظه [2] . 283 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " شفاء العي [3] السؤال " ، وهذا القول مجاز . والمراد أن الشئ إذا عى الانسان به ، ولم يثلج صدره بمعرفته ، كان في السؤال عنه بيان التباسه وسراح احتباسه ، فأقام عليه الصلاة والسلام العمى بمعرفة الامر مقام الداء المطاول والكرب المماطل وأقام السؤال عنه إذا أدى إلى العلم مقام الشفاء المزيح [4] ، والفرح المريح [5] .
[1] القذى : القذر والوسخ ، والطرف : العين . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيهات ثلاثة بليغة . الأول : تشبيه عمل الجنة بالمكان الحزن فوق ربوة عالية ، بجامع صعوبة الوصول إليه في كل ، والثاني : تشبيه عمل النار بالمكان السهل في السهوة بجامع سهولة الوصول إليه في كل ، وحذف وجه الشبه والأداة . أما الثالث : ففي قوله " جرعة غيظ " حيث شبه الغيظ بجرعة الدواء المر التي يتجرعها المريض ، ويحمل نفسه على قبولها ، ولكنه يجد أثرها حسنا ، شفاء وعافية . وهذا التشبيه الأخير أضيف فيه المشبه به للمشبه على حد قولهم : " لجين الماء " و " ذهب الأصيل " . [3] العي : مصدر عى بالامر وعيى به : إذا لم يهتد لوجهه ولم يعرف طريق الوصول إلى مغالقه . [4] المزيح : المبعد للمرض . [5] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة بالكناية ، حيث شبه الجهل بالمرض ، بجامع الفساد والألم في كل ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الشفاء ، وإضافة الشفاء إلى العي تخييل .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 366