نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 364
والشهباء التي تتميز عن الدهم [1] . وكذلك المراد يكون يومها أزهر ، والأزهر : الشديد البياض ، كأنه لتميزه من الأيام يعظم القدر وشرف الذكر ، قد زاد عليها إيضاحا ، وكثرها [2] غررا [3] وأوضاحا [4] . 282 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام طويل : " ألا إن عمل الجنة حزن [5] بربوة ، ألا إن عمل النار سهل بسهوة [6] وما من جرعة أحب إلى الله سبحانه من جرعة
[1] الدهم : جمع أدهم ، وهو الأسود ، والشهباء : البيضاء ، والفرس البيضاء تتميز من الأفراس الدهم . [2] كثرها : زاد عليها وغلبها في الكثرة لان هذا الوزن للمغالبة ، يقال كاثرته في المال أو في الولد فكثرته : أي غلبته في هذا المعنى فزدت عليه فيه . [3] الغرر : جمع غرة ، وسبق بيانها ، والأوضاح : جمع وضح بوزن قمر ، وهو بمعنى الغرة ، فهو من عطف المرادف . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيهان بليغان ، حيث شبه ليلة الجمعة بالفرس الغراء التي في جبهتها بياض ، بجامع الحسن والتميز على غيرها ، وحيث شبه يومها بالثوب الأزهر الشديد البياض ، بجامع الحسن والتميز على غيره ، وحذف وجه الشبه والأداة . [5] الحزن من الأرض : الصعب الشديد الذي لا يستطيع الانسان السير فيه بسهولة لغلظه واختلافه ارتفاعا وانخفاضا ، والربوة : الأرض المرتفعة وهي تحتاج في صعودها إلى جهد ومشقة ، فكأن عمل الجنة مشقة مضاعفة ، فهو ذاته صعب ومكانه عال . [6] السهل : من الأرض الذي لا يحتاج السير فيه إلى مشقة ، والسهوة : الأرض اللينة الواطئة التي يسهل الانحدار إليها ، فكأن عمل النار سهولته مضاعفة ، فالسير فيه سهل ومكانه منخفض يتأتى الانحدار إليه بل هو يجذب إلى فعله ، لان المنحدر يزلق الناس إليه .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 364