نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 360
سبحانه لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع " [1] وهذا القول مجاز ، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام شبه ما حرمه الله تعالى من محارمه ، ونهى عباده عن تقحمه [2] بالحمى الذي يحمى رعيه [3] ويمنع رعيه ، وشبه عليه الصلاة والسلام المتعرض لحرمة من تلك الحرمات بمن هجم في الحمى مقدما ، واطلع فجأة متقحما . وقد مضى الكلام على نظير هذا الخبر فيما تقدم من كتابنا هذا [4] . 279 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في كلام طويل ذكر فيه بني إسرائيل : " نهاهم علماؤهم عن المعاصي فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم ، وواكلوهم وشاربوهم ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم " فقوله عليه الصلاة والسلام : فضرب الله قلوب بعضهم ببعض كأنه تعالى خلطها بأن شهد على جميعها بالضلال ، ولم يميز بين قلوب العلماء والجهال إذ كان الضلال شاملا لهم والغواية ضاربة بسياجها عليهم ،
[1] اطلع مثل طلع ، يقال : طلع علينا واطلع وطلع الجبل واطلعه . [2] تقحم الشئ اقتحامه : والدخول فيه . [3] الرعى : بكسر الراء الكلأ ، والرعي بفتح الراء : أكل الكلأ . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه فعل المحرمات بطلوع الجبل ونحوه واقتحامه ، بجامع الدخول في الشئ واقتحامه في كل ، واشتق من الطلوع بمعنى الفعل اطلع بمعنى فعل على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 360