responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 36


الحقيقة أن هناك عاليا وسافلا ، وصاعدا ونازلا ، وإنما أراد أن المعطى في الرتبة فوق الآخذ ، لأنه المنيل المفضل والمحسن المجمل . وليس هذا في معطى الحق ، وإنما هو في معطى الرفد [1] ومسترفده ، وليس المراد أنه خير في الدين ، بل المراد أنه خير في النفع للسائلين ، وإنما كنى عليه الصلاة والسلام عن هاتين الحالتين باليدين ، لان الأغلب أن يكون بهما الاعطاء والبذل ، وبهما القبض والاخذ [2] .
18 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إن هذه الأخلاق بيد الله ، فمن شاء أن يمنحه منها خلقا حسنا فعل " ، وذكر اليد هاهنا مجاز ، والمراد أن الأخلاق في قبضة الله وتحت ملكة الله تعالى ، فلما كان في الأكثر ما يقبضه الانسان ويملكه إنما يقبضه بيده وينقله إلى يده ، خاطب عليه الصلاة والسلام بلسان العرف المتقرر عند المخاطبين وفي لغة السامعين . وقد مضى الكلام على هذا المعنى في عدة مواضع من كتبنا الموضوعة في علوم القرآن ، ولا يحتمل



[1] الرفد : هو العطاء والصلاة ، أي ما يحسن به الانسان إلى شخص محتاج أو يكرم به شخصا يستحق الاكرام ، والمسترفد طالب الرفد .
[2] ما في الحديث من البلاغة : استعمال العليا في المعطية والسفلى في الآخذة استعارة تصريحية حيث شبه اليد المعطية في فضلها ، باليد العلية واليد الآخذة في مفضوليتها باليد السافلة والقرينة أن المعطى لا يرفع يده على يد الآخر حتى يكون هناك علو وسفل ، بل قد تكون يد الآخذ هي العالية حسا وقت الاخذ .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست