responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 354


والقضيب الذاوي [1] .
272 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إن من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم " وهذه استعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام شبه تناول الانسان من عرض غيره بالذم والوقيعة ، والطعن والعضيهة [2] أكثر مما تناوله منه ذلك الذي قدح في عرضه وأغرق في ذمه ، بالربا في الأموال ، وهو أن يعطى الانسان القليل ليجر الكثير ، فإنه يستربي المال بذلك الفعل : أي يطلب نماءه وزيادته ، وأصل الربا عندهم مأخوذ من الزيادة ، يقولون ربا الشئ في الماء إذا زاد وانتفخ ، ومنه الرباوة والربوة ، وهي ما علا من الأرض وارتفع ، ومن ذلك قوله تعالى : " وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " أي رطب ثراها وبل ، وكثر نبتها واتصل [3] .



[1] الذاوي : الذابل الذي قل غذاؤه ، أو قطع فذبل وضعف . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه نقص الله للناس في المال والولد بلحى الشجر وقشره ، بجامع النقص والاضعاف في كل ، واشتق من اللحى بمعنى النقص يلحين بمعنى ينقصن على طريق الاستعارة التبعية ، وفيه استعارة بالكناية ، حيث شبه ؟ ؟ الناس بعيدان الشجر ، وحذفها ورمز إليها بشئ من لوازمها وهو اللحى ، وإثبات اللحى إلى الناس تخييل .
[2] العضيهة : الكذب والنميمة
[3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه غيبة المرء لأخيه المسلم بأبشع الربا ، والربا حرام والزيادة فيه أكثر حرمة فكأنه عليه الصلاة والسلام قال " استطالة المرء في عرض أخيه المسلم من أحرم المحرمات " فوجه الشبه الحرمة وارتكاب الذنب ، وحذف وجه الشبه والأداة .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست