responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 352


270 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " وهذه استعارة ، والغض في كلامهم صفة للثمر ، أو النبت الذي لم يطل مكثه ؟ ؟ بعد مجتناه ، فيؤثر فيه الزمان ، ويدخله التغيير والفساد .
ويقولون : غض وغضيض بمعنى واحد ، والغضيض أيضا عندهم اسم من أسماء الطلع ، فأراد عليه الصلاة والسلام أن من يأخذ القرآن عن ابن أم عبد ، وهو عبد الله بن مسعود رحمة الله عليه ، أو يسلك في القراءة نهجه ، ويطلع فجه [1] فقد أخذه سليما من الفساد والتغيير ، وبريئا من التحريف والتبديل ، فهو كالنبات الغض لم يطل عهد جانيه ، ولا دب الفساد فيه [2] . وقد روى هذا الخبر على وجه آخر ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل . والمعنى في الروايتين واحد ، وروى أبو هريرة : من أحب أن يقرأ القرآن غريضا كما أنزل ، والغريض : الطري ، وهو أيضا في معنى الروايتين الأوليين [3] .



[1] الفج الطريق .
[2] أي هو طازج ، ما زال فيه الرواء والنضرة .
[3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه قراءة القرآن على قراءة ابن مسعود بالغضاضة وهي كون الشئ في أول أمره ( طازج ) واشتق من الغضاضة غضا بمعنى طازجا على طريق الاستعارة التبعية ، ويجوز أن يجعل تشبيها بليغا ، لان غضا حال من القرآن فيكون على حد قولهم : " بدت قمرا ومالت خوطبان " وحذف وجه الشبه والأداة .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست