نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 334
258 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من أراد أهل المدينة يكيدهم اماع [1] كما يماع الملح في الماء " . وهذه استعارة ، والمراد أنه يمحق كيده ويضمحل أمره ، فيكون كالهباء المتلاشي والبناء المتداعي ، فلا يثبت له عماد ، ولا يد عمه سناد . فعبر عليه الصلاة والسلام عن هذه الحال بالأمياع ، لأنه لا يماع إلا الجسم المتخلخل الذي لم تستحصف جبلته [2] ، ولا استحجرت طينته [3] ، وتوصف أيضا الأجسام الرقيقة بمثل ذلك ، فيقال ماع الماء إذا جرى على وجه الأرض ، وكذلك الدم ، وأماع السمن : إذا ذاب ، وكذلك الرب [4] ويفرق بينهما بأن يقال للجسم الذي لا يتماسك إذا خلى عنه ماع كالماء والدم . ويقال للجسم الذي إذا أطلق عنه تماسك بعض التماسك أماع كالسمن والرب قال الشاعر : كأنه ذو لبد دلهمس * بساعديه جسد مورس [5] * من الدماء مائع وملبس *
[1] اماع : ذاب . [2] الجبلة : الطبيعة ، وتستحصف : تستحكم وتقوى . [3] أي لم تقو طينته وتجمد حتى تصير حجرا . [4] الرب : ما يبقى ثخينا بعد عصير الفاكهة ونحوها ، وثفل السمن . [5] اللبد : الشعر الذي يكون على كتفي الأسد ، وذو اللبد : هو الأسد ، والدلهس : الأسد ، والساعدان : تثنية ساعد ، وهو جزء اليد من الرسغ إلى المرفق ، والجسد : الدم ، والمورس ، شبيه الورس ، وهو نبات كالسمسم يزرع جيده في اليمن ورديئه في الحبشة . والمعنى أن الدم أصفر ، والملبس : المختلط كأن الدم اختلط بالماء .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 334