responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 333


257 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من قتل تحت راية عمية [1] تغضب لغضبه وتقاتل لعصبته [2] فقتلته جاهلية [3] " . وفي رواية أخرى : " يغضب غضبته ويقاتل عصبته " . فقوله عليه الصلاة والسلام " تحت راية عمية " ، مجاز لأنه جعل الراية عمية ، والمراد الحرب التي رفعت تلك الراية فيها ، وإنما حسن وصفها بالعمى وهو في الحقيقة للحرب ، لان الراية علم لها ، ودليل عليها ، والحرب العمية هي المشتبهة التي لا يهتدى فيها إلى القصد ، ولا يتبين فيها وجه الرشد ، فهي كالعمياء التائهة ، والعشواء الخابطة ، ومن ذلك قولهم : نحن في عمياء ، إذا كانوا في أمر مختلط ، أو على رأى مشتبه ، وربما روى لفظ الخبر على الإضافة ، وذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " تحت راية عمية " كأنه قال :
تحت راية حرب عمية ، والمعنيان متقاربان [4] .



[1] العمية : بكسر العين وضمها وتشديد الميم والياء . والكبر والضلال .
[2] العصبة هنا : قوم الرجل الذين يتعصبون له .
[3] أي لا ثواب له فيها ويعاقب عليها ، وهذا تنفير عن فعل مثل هذا العمل والمعنى من حارب بسبب الكبر والضلال والتعصب لقومه فقتل كانت نفسه هدرا وكان فعله مذموما لا ثواب له فيه ، بل عليه عقاب وله عذاب .
[4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث مجاز مرسل حيث نسب الكبر والضلال للراية ، وليست هي صاحبة الكبر والضلال ، وإنما الحرب هي صاحبتهما ، ولكن الراية دليل الحرب والعلامة عليها ، فكأنها سببها .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست