نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 33
العاملين بشرائعه والقائمين بوظائفه ، لا أنه والعياذ بالله تمحى سماته ، وتدرس آياته [1] . 14 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في ذكر الخوارج : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . . " [2] الحديث بطوله إلى قوله : قد سبق الفرث والدم . وفي هذا القول مجاز ، لأنه عليه السلام شبه دخولهم في الدين وخروجهم منه بسرعة من غير أن يتعلقوا بعقدته ، أو يعيقوا [3] بطينته ، بالسهم الذي أصاب الرمية ، وهي الطريدة المرمية ، ثم خرج مسرعا من جسمها ، ولم يعلق بشئ من فرثها ودمها ، وذلك من صفات السهم الصائب ، لأنه لا يكون شديد السرعة إلا بعد أن يكون قوى النزعة [4] .
[1] في الحديث استعارة بالكناية حيث شبه الاسلام بالانسان الذي يكون بين غير أهله وحذفة ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو كلمة غريب وإسناد الغربة إلى الاسلام تخييل ، أو هو تشبيه بليغ على حد قولهم بدت قمرا ، أي بدت كالقمر في الحسن ، وهنا يقال بدأ الاسلام غريبا أي كالشخص الغريب في تجاهله وعدم الاعتراف به . ثم حذف وجه الشبه والأداة . [2] الحديث أخرجه أبو داود في قتال الخوارج عن أبي سعيد الخدري وأنس ابن مالك ، وأخرجه أحمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة عن ابن مسعود ، ورواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد ، وهو حديث طويل يمكن الرجوع إليه في المراجع التي ذكرناها في باب قتال الخوارج أو في باب قسم الغنائم . [3] أي لم يلصقوا به ، ولم يقيموا عليه . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه خروج هؤلاء الناس من الدين في سرعته بخروج السهم من مزيته ، بعد إصابته وهذا يكون في غاية السرعة لأنه لم يستقر فيها بل اخترق جسمها من مكان الإصابة إلى مكان الخروج ، ويجوز أن يكون في يمرقون استعارة تبعية حيث شبه الخروج من الدين بسرعة بمروق السهم من الرمية ، ثم استعمل يمرق بمعنى يسرع على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 33