نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 319
انتجع مظنة حتفه ، ونقب عن هلاك نفسه ، والمظان : الأماكن التي إذا طلب الرجل وجد فيها ، يقال : موضع كذا مظنة من فلان : أي معلم منه ومكان يوجد فيه . قال الشاعر : وإن يك عامر قد قال جهلا * فإن مظنة الجهل الشباب كأنه قال : إن الشباب موضع للجهل ، فيه تسرح سارحته ، وفيه تنشد ضالته . وأراد عليه الصلاة والسلام : يطلب الموت في مظانه . فلما خلع الجار وصل الفعل إلى المظان فنصبها [1] ، وذلك أقرب في الفصاحة ، وأضرب في مذاهب البلاغة [2] . 245 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أعوذ بك من شر الجوع فإنه بئس الضجيع " . وهذا القول مجاز ، وإنما جعل عليه الصلاة والسلام الجوع بمنزلة الضجيع ، لان الانسان إذا بات طاويا كان كأنه مضاجع للجوع في مهاد ، ومبايته على فراش ، لأنه يخلو في الليل به ، وينفرد بمعاناته ومكابدته [3] .
[1] يريد أنه منصوب على نزع الخافض ، والأصل يطلب الموت في مظانه ، فحذفت في فنصب الاسم ، لان المجرور موضعه في الواقع نصب . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه الجهاد في سبيل الله باستمرار بطلب الموت ، لان الجهاد قد يؤدى إلى الموت ، ووجه الشبه ، السير إلى مظنة الهلاك ، واشتق من طلب الموت بمعنى الجهاد ، يطلب بمعنى يجاهد على سبيل الاستعارة التبعية [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه ملازمة الجوع للانسان بالمضاجعة وهي النوم بجوار الشخص ، بجامع الملازمة في كل ، واشتق من المضاجعة ضجيع بمعنى ملازم على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 319