نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 314
وهذه أيضا استعارة ، وذلك كقول القائل : قد عضني الدهر : إذا أثرت فيه نوائبه ، واشتدت عليه مصائبه ، فوصف هذا الملك بالعضاض ، لتأثيره في الناس بوقائع الغشم [1] ، وقوارع الظلم . وقد جاء في أشعارهم من ذكر عض الزمان وعض الأيام ، ما هو أشهر من أن يتكلف التنبيه عليه ، والايماء إليه [2] . 241 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " الصوم جنة [3] ما لم يخرقها " ( 4 ) وهذه استعارة وذلك أنه عليه الصلاة والسلام شبه الصوم الذي يجن صاحبه من لواذع العذاب ، وقوارع العقاب ، إذا أخلص له النية أصلح فيه السريرة ، فجعل عليه الصلاة والسلام من اعتصم في صومه من الزلل ، وتوقى جرائر القول والعمل ، كمن صان تلك الجنة وحفظها ، وجعل من أتبع نفسه هواها ، وأوردها رداها ، كمن خرق تلك الجنة وهتكها ، فصارت بحيث لا تجن من جارحة ، ولا تعصم من جانحة ( 5 ) ، وذلك من أحسن التمثيلات ،
[1] الغشم : الظلم . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ومجاز عقلي : الأول في قوله ملك عض : أي ملك كالرجل السئ الخلق ، أو كالرجل المتكبر أو الداهية المنكر ، والمجاز العقلي في إسناد يستحل إلى ضمير الملك ، والمتحل إنما هو أهل الملك ، فالعلاقة الظرفية ، لان أهل الملك في الملك . [3] الجنة : كل ما يقى الانسان . خرق الثوب والجدار : ثقبه . ( 5 ) الجانحة : الضربة التي تصيب الضلوع .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 314