responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 310


فيركبها الانسان بضرب من الشبهة ، ولا يعلم أنه عاص بفعلها ، ولا معاقب من أجلها [1] .
236 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد أتاه رجل فقال : " السلام عليك يا نبي الله ، فقال : وعليك ورحمة الله ، ثم أتاه رجل آخر ، فقال السلام عليك يا نبي الله ورحمة وبركاته ، فقال :
وعليك ، فقيل له : يا رسول الله لم لم تقل لهذا كما قلت للذي قبل ؟
فقال : إنه تشافها " فقوله عليه الصلاة والسلام : " إنه تشافها " استعارة ، والمراد استفرغ جميع التحية ، فلم يدع منها شيئا يزاد به على لفظه ، ويرد عليه جوابا عن قوله . والاولان أبقيا من تحيتهما بقية ردت عليهما ، وأعيدت إليها ، وأصل ذلك مأخوذ من التشاف ، وهو تتبع بقية الاناء والحوض حتى يستنفد جميع ما فيه ، وتلك البقية تسمى الشفافة .



[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث على المعنى الأول استعارة تبعية ، حيث شبه إتيان الذنوب العظيمة مع معرفة ضررها ، بإغماض العين عنها حتى لا ترى ، بجامع إهمال الحذر في كل ، واشتق من الاغماض بمعنى إهمال الحذر ، مغمضات بمعنى مهملات الحذر على طريق الاستعارة التبعية وفي استعمال المغمضات في الذنوب مجاز مرسل علاقته السببية ، لان الذنوب ليست هي المغمضة ، وإنما فاعلها هو المغمض عينيه عن ضررها لشدة لذتها عنده ، وحرصه على الوقوع فيها كما تغمض الناقة العطشى عينيها وتتحمل الضرب في سبيل الشرب لشدة حاجتها إليه . وعلى المعنى الثاني استعارة تصريحية أيضا ، غير أن المعنى يختلف ، فإن الذنوب هنا مغمضة ، أي مستترة ، فشبهت الذنوب الصغيرة بالشئ المغمضة عليه العين .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست