نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 308
ألا ترى أن هذا الناس قد نصحوا * لنا على طول ما غشوا وما محلوا [1] 234 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " لا يكونوا مغويات لمال الله " [2] وهذه استعارة ، والمغواة في الأصل : زبية تحفر للسباع والذئاب ، ويموه [3] رأسها ليخفى قعرها ، ويجعل فيها سخل [4] يستدعى به السباع والذئاب إليها ، فتكون مهلكة له إذا وقع فيها ، فأراد عليه الصلاة والسلام بهذا القول : لا يكونوا كالمهالك لمال الله بأن يأخذوها بالمكر والمخداع ، وينفقوها في الفسوق والضلال ، فيكونوا لها كالمغويات التي تخدع ظواهرها ، وتهلك بواطنها ، وقال رؤبة بن العجاج ، يعنى الدهر : إلى مغواة الفتى بالمرصاد [5] . كأنه
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه القرآن بالكائد بمعنى أنه يكون سببا لعقاب من لا يعمل به كما يكون الكائد سببا لضرر من يكيد له ، بجامع حدوت الضرر من كل ، وحذف وجه الشبه والأداة . [2] ورد هذا الحديث في كتاب النهاية في غريب الحديث هكذا " إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله " بصيغة اسم الفاعل ، ولكن المعنى على تشديد الواو وفتحها ( مغويات ) كما شرحه الشريف أي لا يكونوا مصائد للمال . [3] يموه رأسها : يوضع عليه شئ يخفيه ، كما يطلى الشئ بالذهب فيخفيه الذهب . [4] السخل : جمع سخلة ، وهي ولد الشاة ( الخروف الصغير ) . [5] يريد الشاعر أن الدهر واقف مترصد للناس ، يجرهم إلى مغواتهم ، أي إلى مهالكهم .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 308