نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 307
فجعل الأرض كالإناء الذي طفح ماؤه ، وبلغ الغاية امتلاؤه ، وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " طفاح الأرض " زيادة معنى على قوله : ملء الأرض أو طلاع الأرض لان الطلاع والملء : يفيدان بلوغ الحد في الامتلاء ، والطفاح : يفيد مجاوزة الحد في الامتلاء [1] . وقد مضى الكلام على هذا المعنى فيما تقدم من هذا الكتاب [2] . 233 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " إن القرآن شافع مشفع ، وماحل مصدق " وهذا القول المجاز ، والمراد أن القرآن سبب لثواب العامل به ، وعقاب العادل عنه ، فكأنه يشفع للأول فيشفع ، ويشكو من الآخر فيصدق ، والماحل هاهنا : الشاكي [3] ، ويكون أيضا بمعنى الماكر ، يقال : محل فلان بفلان : إذا مكر به : قال الشاعر :
[1] لعل الشريف أخذ هذا المعنى من قولهم : إناء طفحان ، إذا كان يفيض من جوانبه ، أي أنه امتلأ حتى سال ما فيه على جوانبه . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة بالكناية ، حيث شبه الأرض بالاناء بجامع كون كل منهما مكانا للشئ يوضع فيه ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الطفاح ، لان الاناء هو الذي يطفح ويسيل ما فيه على جوانبه وإضافة الطفاح إلى الأرض تخييل . [3] في القاموس : المحال : المكر والكيد ، وهذا هو المعنى الثاني الذي ذكره الشريف ولم يذكر القاموس المعنى الأول ، ولعل الشريف أخذ معنى الشكاية من قول بعضهم إن القرآن يسعى بمن لا يعمل به إلى الله ومن قوله عليه السلام " مصدق "
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 307